اتهامات تتفجر في غزة: حماس تحت نيران الشبهات… ومساعدات المنكوبين تتحول إلى “غنيمة فصائلية”

في ظلّ الغضب الشعبي المتصاعد واحتقان الشارع الغزي الباحث عن إجابات حول مصير المساعدات الإنسانية، تتجه دائرة الاتهام مجددًا نحو حركة حماس، وسط معلومات وشهادات متزايدة تتحدث عن فساد مالي منظم داخل مؤسسات جمع وتوزيع المساعدات، وتحويلها إلى شبكات نفوذ تخدم أجندات الحركة على حساب جوع الفقراء وأوجاع المنكوبين.

مساعدات بالمليارات… وأثرٌ لا يُرى

منذ اندلاع الحرب الأخيرة، انهالت على غزة مئات الحملات الإغاثية من الداخل والخارج، لكن آثار هذه المساعدات لا تزال شبه معدومة في الشارع. شهادات السكان تؤكد أن حجم ما وصل إلى الأسر لا يتناسب إطلاقًا مع حجم التبرعات، فيما تتزايد المقاطع المصوّرة التي توثّق استيلاء عناصر محسوبين على حماس على شاحنات مساعدات قبل وصولها إلى المناطق المدمرة.

روان الكتري: “الفساد لم يعد سرًا… بل منظومة كاملة”

الصحفية روان الكتري، التي تتصدر هذا الملف، قالت: “معظم المؤسسات التي تجمع التبرعات لغزة خاضعة لإشراف مباشر أو غير مباشر من حماس… وما يجري داخلها ليس تجاوزات فردية بل فساد ممنهج يخدم مصالح فئوية.”

وأضافت الكتري أن شبكة التبرعات تحوّلت إلى “أداة سيطرة”، تُستخدم للتحكم في موارد الإغاثة وتوجيهها بما يخدم أجندة الحركة، مشيرة إلى أن “آلاف الأسر لم تتلقَ شيئًا، بينما تُخزن المساعدات في مستودعات تابعة للحركة أو جهات محسوبة عليها”.

إعدامات ميدانية… وصمت على الفساد

وفي انتقاد غير مسبوق، كشفت الكتري أن حماس نفّذت خلال الأسابيع الأخيرة إعدامات ميدانية بحق أفراد من عائلات محلية في غزة تحت ذرائع “الخيانة”، مؤكدة أن هذه السياسة تهدف إلى “إرهاب المجتمع وإسكات كل صوت معارض”، بينما يتم التغاضي — وفق تعبيرها — عن الفساد داخل صفوف الحركة.

فيديو صادم: عناصر من وحدة سهم يسطون على شاحنات الإغاثة

من بين الأدلة المتداولة، ظهر مقطع مصوّر يُظهر عناصر مسلحين من حركة حماس، بينهم أفراد من وحدة (سهم)، وهم يستولون على شاحنات مساعدات كانت في طريقها إلى الشمال.
رغم تبريرات المسلحين بأن الخطوة “إجراء أمني لضمان التوزيع”، يؤكد السكان أن جزءًا كبيرًا من تلك المساعدات لم يُعد، وأن آلاف العائلات بقيت بلا غذاء ولا ماء ولا دواء.

مناشدات حقوقية: “أوقفوا تسييس المساعدات”

منظمات حقوقية محلية طالبت بتحقيق شفاف ومستقل، محذّرة من أن استمرار سيطرة الفصائل على المساعدات سيقضي نهائيًا على ثقة المتبرعين والمنظمات الدولية. كما دعت شخصيات فلسطينية إلى هيئة رقابية محايدة بإشراف أممي أو عربي، تضمن خروج المساعدات من قبضة الفصائل ووصولها مباشرة للمنكوبين.

مراقبون: “النهب ليس جديدًا… لكنه اليوم أكثر جرأة”

يرى مراقبون أن الاتهامات ليست الأولى من نوعها، لكنها هذه المرة تأتي في لحظة حساسة بعد حرب مدمرة خلّفت كارثة إنسانية غير مسبوقة. ويحذرون من أن نهب المساعدات وسوء إدارتها قد يفجّر انفجارًا شعبيًا جديدًا، خصوصًا في ظلّ مظاهر الثراء لدى بعض مسؤولي الحركة مقابل جوع الناس.

مستقبل قاتم… ومخاوف من تحويل الإغاثة إلى سلاح سياسي

ومع تزايد التوثيقات المصوّرة وشهادات المواطنين حول سرقات منظمة وفساد مؤسسي، تتجه الأنظار نحو المجتمع الدولي والمنظمات المانحة لضمان عدم تحول المساعدات إلى ورقة ابتزاز سياسي، بل وسيلة لإنقاذ آلاف الأسر التي فقدت كل شيء.

وفي وقتٍ يغيب فيه الحد الأدنى من الشفافية، يخشى الفلسطينيون أن تبقى المساعدات معلّقة بين جشع الفصائل وعجز المؤسسات، بينما يواصل أهل غزة دفع ثمن حرب لم تنتهِ… وفساد لم يعد يحتمل.

Leave a Reply