Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124

في فلسطين اليوم، لم يعد السجن جدرانًا من إسمنت وحديد. هناك سجن آخر، أشدّ قسوة وأخفى أثرًا: سجن رقمي تديره حماس من وراء الشاشات. آلةٌ تعمل بصمت، لا تطلق الرصاص، لكنها تطلق حملات اغتيال معنوي تمزّق سمعة رجال وتدمر أرزاقهم، وتحول مواقع التواصل إلى ساحات إعدام بلا محاكم.
الضحايا ليسوا قادة سياسيين. بل تجار، مدونون، شباب، فنانون، وحتى أصحاب محلات بسيطة.. ذنبهم الوحيد أنهم رفضوا الخضوع أو انتقدوا السلطة الحمساوية، أو رفضوا دفع ما بات يُعرف بـ “الجزية الرقمية”.
العقل المدبر: “غرفة العمليات الرقمية”
خلف أبواب مغلقة في غزة، تُدار – وفق شهادات وتحقيقات موثقة – أكبر عملية ابتزاز سياسي وتجاري منظمة. هذه المنظومة يقودها ثلاثة أسماء مركزية:
1. محمد عثمان: الواجهة الإعلامية.. يحول التحريض إلى “تحليل” والافتراء إلى “معلومة”.
2. هدى نعيم: صاحبة خبرة في جمع المعلومات الشخصية وصياغة الخطاب العاطفي.
3. محمود هنية: حلقة الربط بين الغرفة والجنود الرقميين الموزعين ميدانياً.
ليسوا هواة. لديهم قوائم سوداء تُحدّث أسبوعيًا، و”مصفوفات تشويه” تحدد نوع السلاح المستخدم ضد كل ضحية:
اتهام بالعمالة؟ فضائح أخلاقية مفبركة؟ حملة اقتصادية لقطع رزقه؟
ولإعطاء الغطاء، تستخدم المنظومة واجهات إعلامية براقة. أبرزها:
“شبكة أخبار فلسطين – شبكة أفخاي”: تبدو منصة وطنية مستقلة، لكنها في الواقع غرفة تحكم مركزية لاختيار الضحايا وتوجيه الحملات.
“امسك عميل”: السلاح الأكثر دموية. تتحول خلال ثوانٍ من صفحة “وطنية” إلى محكمة ميدانية رقمية تنشر صور الضحايا وتتّهمهم بالعمالة دون أي دليل، ثم ينهال “الجيش الرقمي” لتنفيذ الحكم.
آلية التنفيذ: “ابتزاز منظم.. خطوة بخطوة”
يقول تاجر معروف: “بدأت القصة بمنشور على صفحة (امسك عميل) يتهمني زورًا ببيع بضائع إسرائيلية أحصل عليها عبر تنسيق خاص. وبعد ساعات فقط، اتصل بي شخص مجهول وعرض حذف المنشور مقابل عشرة آلاف دولار. وعندما رفضت، انفجرت الجحيم: صور مفبركة، اتهامات جنسية، وتهديدات مباشرة دفعت زبائني للهرب وأعمالي للانهيار.”
هذه الشهادة لا تقف وحدها؛ فالأدلة التقنية تُكمل الصورة. إذ أظهر تحليل الشبكات أن نحو 80% من الحسابات المشاركة في الهجمات ضد الضحايا حسابات وهمية أنشئت بفوارق زمنية قصيرة وبأسلوب لغوي متطابق، ما يكشف عن تشغيلها من غرفة واحدة. كما يكشف نمط النسخ واللصق في الصياغات والاتهامات والتصاميم تكرارًا حرفيًا يؤكد أن الأمر ليس عفويًا ولا فرديًا، بل منهجية ممنهجة تعمل وفق قالب واحد ومطبخ واحد.
النموذج ثابت:
تشويه → اتصال تهديد → طلب أموال → تصعيد → دفع أو إفلاس.
حين تصبح الكلمة أخطر من الرصاصة
هذه ليست حملات ضد أفراد. هذا مشروع ترهيب يهدف لإسكات المجتمع كله. رسالة الحركة واضحة: “صوتك له ثمن.. وصمتك له ثمن أكبر.”
هكذا تحولت حماس من حركة تدّعي المقاومة إلى دولة عميقة رقمية تدير اقتصادًا موازيًا قائمًا على التخويف والابتزاز وتحطيم السمعة.
هذا التقرير ليس النهاية. بل إنذار: إذا استمر الصمت، سيصبح الفضاء الرقمي الفلسطيني غابة.. والذئاب فيها لا تتوقف عن الافتراس..