“مافيا” الشاحنات الصفراء: كيف تحوّل سعيد القصاص من فقير معدوم إلى “إمبراطور” حرب غزة؟

في ذروة الحرب على قطاع غزة، وبينما كانت الأسواق شبه خاوية والمجاعة تطرق أبواب آلاف العائلات، برزت ظاهرة لافتة أثارت تساؤلات واسعة: دخول شاحنات وسيارات تحمل لوحات تسجيل إسرائيلية (النمرة الصفراء) إلى مناطق وسط القطاع، في وقت كان إدخال الغذاء والدواء يخضع لقيود مشددة.

من الفقر إلى السيطرة على السوق

مصادر خاصة أفادت بأن التاجر سعيد القصاص الذي يعمل موظفا في وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس كان يعاني أوضاعاً معيشية صعبة قبل الحرب، تحول خلال أشهر قليلة إلى لاعب رئيسي في إدخال وتوزيع البضائع. وتشير هذه المصادر إلى أن هذا التحول السريع تزامن مع تشغيل شاحنات إسرائيلية داخل غزة خلال الحرب.

شبكة منظمة

بحسب إفادات متقاطعة، فإن تشغيل هذه الشاحنات كان يتم بإشراف ناهض ضبان ونجله محمود، اللذين يُشتبه في إدارتهما شبكة لتوريد البضائع إلى القطاع خارج الأطر المعروفة.
وتؤكد المصادر أن سعيد محمد القصاص كان شريكاً أساسياً لمحمود ضبان في هذه العمليات، حيث تولى دوراً محورياً في توزيع البضائع داخل الأسواق، كما يُقال إنه تعرّض لإطلاق نار من قبل شريكة محمود ضبّان.

لدينا معلومات إضافية يجري التحفّظ على نشر تفاصيلها في هذه المرحلة، لإتاحة الفرصة أمامه لمراجعة نفسه قبل فوات الأوان.

ووفق معطيات متوفرة، فإن القصاص وجّه تهديدات لمواطنين بقتل أفراد من عائلاتهم.

احتكار ورفع أسعار

تجار صغار ومواطنون قالوا إن الشبكة المتهمة تعمدت احتكار السلع الأساسية وتخزينها لفترات، قبل طرحها بكميات محدودة في الأسواق، ما أدى إلى ارتفاع حاد في الأسعار.
وبحسب المصادر، فإن هذه الممارسات تمت وفق تعليمات تهدف إلى تعميق الأزمة المعيشية، في سياق يتقاطع مع سياسات الاحتلال القائمة على الضغط الاقتصادي.

اتهامات بإدخال مواد محظورة

الأخطر، وفق شهادات ميدانية، هو الاشتباه في إدخال بضائع مشبوهة ومواد مخدرة إلى قطاع غزة عبر هذه الشاحنات، مستغلين حالة الفوضى وانهيار الرقابة خلال الحرب. وتؤكد المصادر أن هذه المواد دخلت دون أي تفتيش فعلي، ما شكل تهديداً مباشراً للسلم المجتمعي.

البلطجة وفرض النفوذ

في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، تحدث شهود عن استخدام أساليب قسرية لفرض السيطرة على السوق، شملت التهديد ومنع المنافسين بالقوة، ما خلق واقعاً وصفه المواطنون بأنه أشبه بـ”عصابة منظمة” أو “مافيا اقتصادية” تعمل في ظل الحرب.

Leave a Reply