Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124
Physical Address
304 North Cardinal St.
Dorchester Center, MA 02124

ردًّا سريعًا وحازمًا، وقفت عائلة الدحدوح العريقة في حي الزيتون بغزة كالجدار الأشمّ في وجه محاولة لشراء الذمم واستغلال الفاقة والحاجة، بعد أن حاول التاجر فادي الديب – الذي نشر موقع “الكود” قبل أيام تقريرًا يكشف ملفات فساده – تطهير سمعته عبر منح مالية وصفها المراقبون بأنها “مسرحية إنسانية”.
الخلفية: محاولة “غسيل” صورة
في أعقاب تقرير إعلامي سلّط الضوء على شبهات فساد، أطلق الديب وشريكه سالم السوافيري (أبو يوسف) دعوة “مشبوهة” لجمعاء بعض العائلات في منطقتي الشجاعية والزيتون، ليتقاسموا مبلغًا قُدّر بـ 200 ألف دولار، بحجة “دعم الصمود” في وقت يخوض فيه شعب غزة حرب وجود ضد آلة إبادة صهيونية.
الردّ الأعلى: مبادئ لا تُشترى
لم تمرّ سوى ساعات حتى جاء الردّ من عائلة الدحدوح، ليس فقط برفض المال، بل بصفعة أخلاقية مدوّية لسياسة “التطييب” و”شراء الصمت”. في بيان واضح وحاسم، أعلن مختار العائلة الحاج إبراهيم شعبان الدحدوح (أبو شعبان) باسم العائلة:
1. الرفض الكامل والقاطع لما سُمي “منحة” فادي الديب.
2. الرفض المطلق لأي تعامل مباشر أو غير مباشر معه أو مع أي جهة “استغلت حاجة الناس خلال الحرب”.
3. التبرؤ من أي فرد من العائلة يقبل التعامل معه، باعتباره لا يمثل “نهجها الشريف الطاهر”.
كلمات تُحفر في الضمير
وصف بيان العائلة الظروف التي مرّ بها أهل غزة بأنها “أشد الظروف قسوة وضيقًا”، وشجب ما وصفه بـ”الممارسات التي شكلت استغلالًا لحاجة الناس ومعاناتهم، عبر سياسات ربحية واعتبارات شخصية أثقلت كاهل المواطن الغزّاوي ومصّت دمه خلال محنته”.
الرسالة: كرامة شعب لا تُباع
أرسلت عائلة الدحدوح برفضها رسالة واضحة: شعب غزة، رغم جروحه وجوعه وحصاره، يملك من الكرامة ما يرفض به “الملّي الحرام”، ومن العزة ما يدفعه لقول كلمة الحق حتى في وجه المحتالين. لقد فضّلت العائلة أن تظلّ وجنتها محترقة بنار الحصار على أن تلوثها ليمونة “الصداقة المزيفة”.
الخلاصة: انتصار الأخلاق
في مشهد يُختصر فيه صراع القيم في غزة، انتصرت مبادئ العائلة الدحدوح، لتذكّر الجميع أن الكرامة أغلى من الذهب، وأن المال الحرام لا يبني صمودًا، بل يهدم القيم ويشترِي الضمائر. لقد كانت خطوة الديب محاولة لاستغلال آلام الناس، لكن شهامة الدحدوح حوّلتها إلى درس في “الأخلاق التي لا تُشترى”.