مشروع أمريكي يمنح الغزيين جنسية مزدوجة

في ظل التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة الفلسطينية، أتابع بقلق بالغ ما تداوله بعض المصادر حول مشروع أمريكي جديد يُعرف باسم “Gaza International Transitional Authority – GITA”، والذي يقضي بمنح كل مواطن في غزة جنسية مزدوجة: فلسطينية شكلية، وأخرى أمريكية مقيدة، تصدر عبر إدارة مدنية تُقام في قاعدة عسكرية أمريكية شرق مدينة غزة.
وبموجب هذا المشروع المشبوه، سيُمنح المواطن الغزي جواز سفر أمريكي مؤقت يسمح له بالتنقل والسفر والاعتراف به دوليًا، لكنه يُحرم من حق الترشح والانتخاب، أي أنه يصبح مواطناً منزوع السيادة، خاضعاً لسلطة إدارية أمريكية لا تمتّ بأي صلة للهوية الوطنية الفلسطينية.

إن هذا المشروع يمثل في جوهره:
1. محاولة مفضوحة لفصل غزة عن الجسد الفلسطيني وتحويلها إلى كيان إداري تحت وصاية أمريكية.
2. إلغاء عملي لحق العودة، وتوطين الفلسطينيين داخل حدود غزة ضمن “كيان بديل” بلا سيادة ولا قرار.
3. تثبيت قاعدة عسكرية أمريكية تكون رأس الحربة في مشروع الشرق الأوسط الجديد، لتضمن حماية إسرائيل واستمرار الهيمنة الأمريكية في المنطقة.
4. تجريد المقاومة من معناها السياسي والوطني وتحويلها إلى قوة محلية خاضعة لـ”شروط السلام الأمريكي”.
إن ما يُسوّق له تحت شعار “غزة السلام” ليس سلامًا، بل استسلامًا إداريًا مدروسًا، يُحوّل الاحتلال إلى إدارة، ويستبدل الهوية الفلسطينية بوثيقة أمريكية مصمّمة لدفن الحق التاريخي في التحرير والعودة.

الموقف العربي المطلوب:
من هذا المنطلق، أُوجّه ندائي إلى كل القوى الوطنية الفلسطينية، وإلى الدول العربية الشريفة، وفي مقدمتها الجزائر الثابتة على الموقف المبدئي من فلسطين، بضرورة رفض هذا المشروع الخطير جملة وتفصيلاً، والعمل على فضح أبعاده في كل المنابر الدبلوماسية والإعلامية.
الجزائر، التي لم تساوم يوماً على الثوابت، قادرة اليوم على قيادة جبهة الرفض العربي ضد هذه المشاريع الأمريكية، كما فعلت سابقًا عندما أسقطت مخططات التطبيع والهيمنة في أكثر من ساحة.
إننا أمام لحظة تاريخية فاصلة:
فإما أن نحافظ على هوية فلسطين الوطنية والسيادية، أو نسمح بتحويلها إلى إدارة أمريكية مقنّعة باسم “السلام”.

نداء إلى الشباب والمثقفين في غزة:
يا أبناء غزة الأحرار، أنتم خط الدفاع الأول عن الهوية الفلسطينية.
لا تسمحوا بأن تُباع الأرض بجواز سفر، ولا أن تُختزل الكرامة في وثيقة.
تمسكوا بعروبتكم، بتاريخكم، وبإرث الشهداء الذين كتبوا بدمائهم معنى الانتماء.
إن رفضكم الواعي لهذا المشروع هو صوت المقاومة الحقيقي الذي سيبقي غزة حصن الكرامة وراية الصمود في وجه كل محاولات المسخ والتهويد.
صادر عن:
مراد سواس – أبو محمد
مناضل في الشأن العربي والفلسطيني
الجزائر – 2025