الفساد في غزة: خطر يهدد المجتمع ويتطلب مواجهة حازمة

د. لؤي السقا – خبير الاقتصاد والعلاقات الدولية

شهدت غزة خلال الحرب الأخيرة موجة من الفساد التي أثرت سلبًا على النسيج الاجتماعي والاقتصادي للقطاع. تفاقمت الأوضاع بشكل ملحوظ، حيث ارتفعت الأسعار بشكل غير مبرر، وانتشرت ظاهرة بيع التنسيقات لإدخال البضائع، مما أثقل كاهل المواطن الغزي الذي يعاني أساسًا من أوضاع اقتصادية خانقة.

في ظل الحروب والكوارث، تظهر فئات تسعى لاستغلال الأزمات لتحقيق مكاسب شخصية، ضاربة بعرض الحائط مصلحة الوطن والمواطن.

في غزة، استغل البعض الحرب لتكديس الأرباح على حساب المحتاجين، عبر رفع أسعار السلع الأساسية بشكل جنوني واحتكار البضائع.

كما انتشرت ظاهرة بيع التنسيقات، التي أصبحت بابًا للفساد والابتزاز، بدلًا من أن تكون وسيلة لتخفيف المعاناة عن الشعب.

الفساد لا يؤثر فقط على الاقتصاد، بل يُحدث شرخًا عميقًا في المجتمع. فهو يضعف الثقة بين المواطنين ومؤسساتهم، ويعزز الفجوة بين الفئات الغنية والفقيرة. وفي ظل ارتفاع الأسعار واحتكار البضائع، أصبح المواطن البسيط غير قادر على تلبية احتياجاته الأساسية، مما زاد من معاناته وأضعف صموده.

إن محاربة الفساد ليست خيارًا، بل ضرورة وطنية وأخلاقية للحفاظ على كرامة المواطن ومستقبل الأجيال القادمة.

إن التساهل مع الفاسدين يعني منحهم الضوء الأخضر للاستمرار في استغلال الشعب.

لذا، يجب على الجميع، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات، رفض التعامل مع هؤلاء وإبلاغ الجهات المختصة عن أي مخالفات تُرتكب.

إن مكافحة الفساد في غزة واجب وطني يتطلب تضافر الجهود من الجميع.

فبناء مجتمع قوي ومتماسك يبدأ من محاربة الفساد بكل أشكاله، لضمان مستقبل أفضل لأبنائنا، وتحقيق العدالة التي طالما ناضل الشعب الفلسطيني من أجلها

Leave a Reply